*تحليل نص جون لوك، الشخص والهوية


 *تحليل نص جون لوك، الشخص والهوية


الشخص
المحور الأول: الشخص والهوية
*تحليل نص جون لوك،
ص 13، مقرر منار الفلسفة للسنة الثانية بكالوريا، مسلك الآداب والعلوم الإنسانية، طبعة 2007م:
1- مفاهيم النص:
[ الشخص، الهوية الشخصية، الإحساس، الوعي، الأنا، الذات، الأفكار الماضية، التفكير ]
× الشخص= هو كائن مفكر وواع وذكي، وله القدرة على العودة إلى ذاته؛ أي أنه يتأملها ويفكر فيها ويعيها.
× العلاقة بين مفهومي التفكير والإحساس=
← إنها علاقة ترابط بحيث أن التفكير لا يتم بدون الاعتماد على الإحساس
← الحواس هي مصدر كل الأفكار الموجودة في العقل، أو كما قال جون لوك: “العقل صفحة بيضاء، والتجربة هي التي تمده بالمعارف والأفكار”.
← وحيث أن الوعي نوع من التفكير، فهو أيضا ذو مصدر حسي ومرتبط بالحواس.
× الهوية الشخصية= هي ما يجعل الشخص مطابقا لذاته ومتميزا عن غيره.
الوعي↔الهوية الشخصية= الوعي المرافق باستمرار لأفعال الشخص وإدراكاته الحسية هو ما يجعله يحس أنه هو هو، وأنه الشخص نفسه في أزمنة وأمكنة مختلفة. وهذا يعني أن مثل هذا الوعي هو الذي يمنح للشخص الإحساس بهويته.
× الأنا/الذات=
← ليست جوهرا مستقلا بذاته بل هي مرتبطة بالإحساس، وبما يصدر عن الشخص من أنشطة عقلية باستمرار.
← مصدر الإحساس بوجود الأنا هو ذلك الوعي الذي لا ينفك عن الشخص و يرافقه باستمرار.
× الأفكار الماضية=
← هي وعي ممتد في الماضي.
← هو تذكر أحداث جرت في الماضي، واستحضار لها عن طريق الذهن.
← الذاكرة هي وعي ممتد في الماضي، يصاحب الشخص ويجعله يتذكر ما حدث له في الماضي. وهذا ما يجعل الذاكرة محددا لهوية الشخص عند جن لوك.
• وما يمكن استنتاجه في الأخير هو أن ما يحدد هية الشخص عند جون لوك، هو ذلك الوعي المصاحب لأفعال الشخص دائما. وحينما يمتد هذا الوعي في الماضي يصبح ذاكرة، مما يسمح بالقول إن الذكرة كوعي محددا رئيسيا للهوية الشخصية.
2- المضامين والوحدات الأساسية للنص:
× الشخص=
← مفكر← التفكير والوعي.
← ذكي= ذكاء فطري أو مكتسب، طبيعي أو ثقافي..
← يعتبر الشخص أنه هو نفسه دائما، وفي مختلف الأمكنة والأزمنة. وهذا ما يعني اعتقاد جون لوك بوجود هوية للشخص.
*فأين تكمن هذه الهوية؟
← يبدو أن جون لوك لا يختلف مع ديكارت في اعتبار الشخص كائنا مفكرا.
← غير أنه في الوقت الذي يعتبر جون لوك أن الحواس خادعة، وانه يمكن أن يفكر ويعي ذاته بدن الاعتماد على الحوس، نجد بالمقابل جون لوك يؤكد على الارتباط القوي بين الوعي والإحساس. وهذا ما ينسجم مع نزعته التجريبية التي تمنح الأولوية للتجربة والحواس في عملية إنتاج المعرفة.
← لا يمكن الفصل بين الإحساس والتفكير؛ ذلك أن للحواس دور كبير في تشكل الأفكار الموجودة في العقل.
← هناك حسب جون لوك معرفة أو وعي مصاحب دوما لأفعالنا، وهو الذي يمنح للذات التطابق والوحدة والثبات، أي باختصار يمنحها هويتها.
*يمكن التساؤل مع جون لوك: هل الذات جوهر واحد أم عدة جواهر؟ وهل هناك جوهر مستقل وقائم بذاته اسمه النفس؟
← وبالرغم من التردد وعدم الحسم النهائي الذي بدا على جون لوك في الإجابة عن مثل هذا الإشكال، إلا أن مذهبه التجريبي لا يسمح له بالاعتقاد بوجود الأنا المفكر أو النفس كجوهر مستقل وقائم بذاته. وقد حاول مواطنه الفيلسوف التجريبي دفيد هيوم البحث عما يسمى بالأنا، فلم يجد سوى الإحساس سواء الظاهري كالحرارة البرودة مثلا، أو الباطني كالحب والكراهية مثلا. من هنا فما الأنا سوى مجموعة من الإحساسات والإدراكات الحسية المتتابعة في الزمن، والتي بتوقفها أثناء الموت مثلا لا يعود للأنا أو النفس أي وجود، أي أ الشخص في هذه الحالة يصبح عدما.
← الأنا هي ذلك الوعي المرتبط بالإحساس، والمصاحب دوما لأفعالنا وأفكارنا. وهو الذي يمنح للذات تميزها عن باقي الذوات، أي باختصار يمنحها هويتها.
← تتمثل هوية الشخص في الوعي المصاحب دوما لأفعاله.
- الوعي يمتد في الماضي= الذاكرة.
← الذاكرة، كوعي ممتد في الماضي هي أيضا محددا أساسيا لهوية الشخص.
← بقدر ما تتسع ذاكرة الشخص وتمتد تتسع معها هوية الشخص.
•يمكن أن ننتهي مع جون لوك في آخر النص إلى اعتبار الوعي والذاكرة كمحددين لهوية الشخص أو ما سماه الهوية الشخصية، وحيث أن الذاكرة هي وعي يمتد ويصاحب الشخص في الماضي، فإن الوعي المرافق دوما لأفعال الشخص سواء في الماضي أو الحاضر، بل ويجعله يتطلع إلى المستقبل أيضا، هو ما يحدد هوية الشخص ويجعله يحس أنه هو هو نفسه في مختلف الأمكنة والأزمنة.
3- أطروحة النص:
ما يحدد هوية الشخص، ويجعله مطابقا لذاته ويحس أنه نفسه في مختلف الأزمة والأمكنة، هو الوعي المصاحب دوما لأفعاله. وحينما يمتد هذا الوعي في الماضي يصبح ذاكرة، مما يجعل الذاكرة أيضا محددا أساسيا للهوية الشخصية.
4- إشكال النص:
ما الذي يجعل الشخص مطابقا لذاته دائما؟ وما الذي يجعله يحس أنه نفسه في مختلف الأزمنة والأمكنة؟ وأين تكمن هويته الشخصية؟
5- مناقشة النص:
مستوى النقد
مستوى التثمين
-لا يكون الإنسان دائما على وعي بأفعاله وأفكاره، بل قد تتحكم فيه دوافع لاواعية. مما قد يجعلنا نذهب إلى أن ما يحدد هوية الشخص ليس الوعي وحده بل اللاوعي أيضا.
-هناك أفكار عقلية خالصة، هي من نتاج العقل الخالص، كالأفكار الرياضية والمنطقية والميتافزيقية، مما يصعب معه إرجاع كل أفكارنا إلى مصدرها الحسي كما يزعم ذلك جون لوك وأنصار النزعة التجريبية عموما.
-يمكن للذاكرة أن تصاب بالتلف بفعل المرض أو الشيخوخة مثلا، ولذلك فليست هي العنصر الذي يلازم الشخص دوما. وبالتالي يمكن اعتبارها ليست محددا لهوية الشخص، وعلينا البحث عن عنصر آخر يظل ثابتا لدى الشخص في جميع الأحوال، وهو الذي من شأنه أن يكون أساسا لهوية الشخص.
- في معظم الأحيان يكون الشخص واعيا بأفعاله.
- يبدو أن الكثير من أفكارنا عن أشاء الواقع هي نتاج لما أخذناه عنها من معلومات عن طريق الحواس.
- يبدو فعلا أن الذاكرة محددا أساسيا لهوية الشخص؛ إذ بمنح الشخص ذاكرة جديدة سنكون أمام إنسان جديد

تعليقات

إرسال تعليق