الشعر الرومانسي نص عبد المحسن طه بدر


ملاحظة النص:
رصد المشيرات:
يدل عنوان النص على تخصيص نوع من الشعر له مميزاته وخصائصه وأسسه ورؤاه.إنه الشعر الرومانسي. والأدب الرومانسي له جذور أروبية و يتوجه فيه الشاعر والكاتب إلى التجربة الروحية/الذاتية، بما يجعل الشعر تعبيرا عن العواطف والوجدان عموما.
* إيحاءات المصطلحات التالية:
الديوان ***8592; التنظيم الإداري- الكتابة- الشعر (الشعر ديوان العرب).
أبوللو ***8592; الفكر الأسطوري-الموسيقى- الشعر.
المهجر ***8592; الغربة- الاغتراب- المعاناة- القلق الوجودي- الحنين.
* من خلال العبارتين " لم تغير المدرسة الرومانسية موسيقى الشعر العربي تغييرا جذريا" و" نواجه عناوين أكثر التصاقا بالوجدان"، يبدو التجديد فيما يلي:
- التصرف في الأوزان الشعرية العربية بما يناسب النفس الشعري.
- إدخال نماذج من التصوير الفني الغربي إلى الشعر العربي الموسوم بالرومانسي.
إن القضايا السابقة ترتبط بدلالات العنوان من حيث عكست بعض خصائص ومقومات الشعر الرومانسي العربي.
* صوغ الفرضية:
القضية الأساس للنص تتمثل في وضع الشعر الرومانسي في ميزان النقد الأدبي لبيان ما له وما عليه، انطلاقا من رصد مقوماته و خصائصه الفنية والتعبيرية.
فهم النص:
اكتشاف المعنى:
- أبرز رواد الشعر الرومانسي في العالم العربي شعراء الديوان وشعراء مدرسة أبوللو وشعراء مدرسة المهجر (الرابطة القلمية).
- تتحدد أهم النتائج التي حققتها المدرسة الرومانسية فيما يلي:
* أنفة الدعاية الإحيائية للقوى السياسية والاجتماعية المتصارعة.
* تخليص الشاعر من الرضوخ لقوة خارجية غير قوة إحساسه الذاتي وحده.
- تميزت مدرسة الديوان عن غيرها من المدارس الرومانسية الأخرى بما يلي:
* إدانة كل محاولة لربط الشعر بغير نفسية الشاعر في تقلباتها بين الأمل والرجاء والعجز واليأس والفرح والسرور والحزن.
- مظاهر الرفض والاعتراف في تعامل الرومانسيين مع التراث العربي القديم:
* حملهم على الكلاسيكية تضحيتها بالذات من أجل المناسبات السياسية والاجتماعية.
* تخليص الشعر العربي من الخضوع للتراث الشعري.
* حملتهم على التراث الشعري القديم وعلى شعراء الإحياء.
* الاعتراف بالشعراء القدماء الذين ربطوا شعرهم بحياتهم وبطبيعتهم النفسية (أبو نواس،ابن الرومي…).
- حدود نجاح الرومانسية العربية في تقليدها للتراث الشعري الغربي حسب النص هي:
* التمثل * التقليد * تغيير النفسية والقيم.
- الأسباب التي حالت دون تحقيق المدرسة الرومانسية لإنجازاتها تحقيقا كاملا هي كالتالي:
* عجز هذه المدرسة عن اكتشاف الصلة الوثيقة بين مشاكل الفرد ومشاكل الجماعة.
* ثورة الرومانسيين لم تكن طلبا جسورا مجسدا لحرية الفرد في أقصى صورها.
* تحول الثورة إلى نوع من اليأس وتتمثل في ذات تتقوقع على نفسها لتنشد أغاني حزينة للمرأة أو تتحدث عن المرأة الحلم، والتي لا علاقة لها مع الواقع. 
- التناقض الذي وقع فيه الشعراء الرومانسيون حسب الكاتب/الناقد حينما ادعوا رفض الشعر العربي القديم هو:
* التعبير العام عن أعلى مثل الجمال أو اليأس أو التلذذ أو الألم.
* كون مدرسة الديوان ظلت تنظر إلى الشعر في أغلب محاولاتها باعتباره معان وأفكارا، وليس تجسيدا لتجربة إنسانية.
* شعر الرومانسيين لم يخل من وقوعهم أسرى للمدح والرثاء الذي سبق لهم أن تمردوا عليه ورفضوه.
- خصائص الشعر لرومانسي من حيث:
* الموضوع: 
- التركيز الشديد على علاقة الرجل بالمرأة.
- التعبير عن مشاعر وهمية بصورة معممة ضبابية، يتحدث فيها الشاعر عن المرأة الحلم أو المرأة الملاك في حديث عام يركز فيه الشاعر على مطلق المرأة وشعوره إزاءها.
- استثناء مدرسة المهجر التي استطاعت أن في بعض تجاربها أن تتخلص نسبيا من الأحكام المطلقة والمثالية.
- أما مدرسة الديوان فاعتمدت أساسا على إطلاق الأحكام العامة التي تبقى في إطار الفكرة وليس في إطار التجربة الذاتية المتعينة.
* الصورة:
- شعراء مدرسة الديوان كانت صورهم تقليدا للقديم وقل اهتمامهم بالاستعارة.(قال العقاد:"الاستعارة في المال واللغة فقر").
* الإيقاع:
- عدم تغيير شعراء الرومانسية موسيقى الشعر العربي القديم تغييرا جذريا.
- لجوء الشعراء الرومانسيين إلى شكل الرجز التعليمي أو المزدوج.
- وصولهم إلى الموشح القديم.
- عناية مدرسة أبوللو بالموسيقى بصرف النظر عن التوظيف الجيد لهذه الموسيقى.
- تميز مدرسة المهجر بالجرأة على التغيير في الشكل بحكم صلتها الأوثق بالحضارة الغربية. (قصيدة المواكب لجبران مثلا).
تحليل النص:
الإشكالية المطروحة:
*الرومانسية العربية مقلدة ومتأثرة بالرومانسية الغربية.
* نقاط الائتلاف والاختلاف بين المدرسة الرومانسية والمدرسة الإحيائية :

عناصر المقارنة خطاب البعث والإحياء خطاب الرومانسية
مضمون الشعر مضمون ذاتي واقعي منغلق مضمون ذاتي تأملي انفعالي مثالي منفتح
بناء القصيدة عروضيا بناء عمودي قديم/وحدة الوزن والقافية بناء يتأرجح بين نظام القصيدة التقليدية وخرقه باعتماد

أوزان مختلفة و قافية متنوعة
الصورة الفنية الصورة البيانية الصورة البيانية ذات الشحنة الإيحائية والرمزية
وظيفة الشعر التوجيه والإصلاح والتثقيف التأثير والتعبير عن الذات في عمقها الوجودي.


المفاهيم والقضايا:
الحقول المعجمية


الحقل الدال على البعث والإحياء:
الدعاية السياسية الاجتماعية- الشاعر الإحيائي- 
تعدد الأغراض الشعرية.
الخضوع لقوة خارجية- الكلاسيكية- الشعر العربي القديم-

الحقل الدال على الرومانسية:
ذات الشاعر- المرأة الحلم- المرأة الملاك- التجديد- رفض التراث العربي- تبني التراث الغربي- الثورة- الحرية- ترك الأغراض الشعرية القديمة-



تتمثل حقيقة الشعر في تصور الرومانسيين في التعبير عن التجربة الذاتية وجدانيا وعاطفيا مع ما يصاحب ذلك من قدرة على التأمل.
الإطار المرجعي:
* القيم البورجوازية: الثورة والحرية.
* الديانات الشرقية: قوة الإحساس.
* التصوف الإسلامي: الاعتناء بالجانب الروحي "ليس بالخبز وحدة يحيا الإنسان يا أخي" ( ميخائيل نعيمة).
* الفلسفات الغربية: الوجودية والمثالية/ الثورة / الحرية / سارتر ونيتشه...
* الشعر العربي القديم: من خلال بع ض النماذج التي أشادت بالذات وخرجت عن النموذج التقليدي، ( ابن الرومي،أبو نواس، أبو تمام).
طرائق العرض:
اعتمد الكاتب في عرضه للنص الطريقة الاستنباطية(الانطلاق من العام إلى الخاص/من الكل إلى الجزء)،في تحديد الشعر الرومانسي من خلال المدارس التي تمثله ليخلص إلى مناقشة القضايا والمفاهيم المرتبطة بالقصيدة الإحيائية والقصيدة الرومانسية على سبيل المقارنة، وصولا إلى تدقيق الكلام في موضع وصورة وإيقاع القصيدة الرومانسية.
*قارن الكاتب بين المدرسة الإحيائية والرومانسية للوقوف عند نقاط الاختلاف ونقاط الائتلاف.
مكامن الاستشهاد في النص:
* قولة ميخائيل نعيمة:"ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ]ا أخي".
* وقول علي محمود طه:
هبط الأرض كالشعاع السني *** بعصا ساحـر وقلب نبــي .
* شعار الرومانسيين "نحن لا نعيش حياة العرب القدماء فكيف نكتب شعرا كشعر هم".
* الاستشهاد بادعاء العقاد:( الاستعارة في المال واللغة فقر) عن ديوان "عابر سبيل".
فرضية الكاتب:
الشعر الرومانسي لم يستطع التخلص من التراث الشعري العربي القديم. انطلاقا من إعطاء أمثلة الرجز التعليمي والموشح نتبين صحة فرضية الكاتب.
حجج الكاتب:
هناك حجج ثقافية وفكرية وواقعية ( واقع الشعر الرومانسي، الاستشهاد بالأمثلة).
التركيب:
يطرح النص تأثر الشعر الرومانسي بالشعر الغربي ممثلا خصوصا في الشعر الإنجليزي ورفضه بعض مظاهر الشعر العربي القديم.وقد ناقش الناقد هذه القضية بالاستناد إلى الحقيقة الشعرية (المقومات الموضوعية والشكلية) لينتهي إلى أن الشعر الرومانسي العربي حلقة وسط بين شعر الإحياء والشعر الغربي، مع بيان انتهائه إلى عدم القدرة على الاستمرار.
تقويم النص:
يعالج نص عبد الحميد جيدة وضع الرومانسية في الشعر العربي الحديث انطلاقا من حالته الأولى التي حاكت الشعر الرومانسي الغربي حيث كانت الرومانسية عبارة عن تقليد ممسوخ وبسيط لما هو غربي بما يجعله بعيدا عن المعاناة الحقيقية للإنسان العربي.إلا أن المرحلة الموالية للحرب العالمية الثانية سيرف فيها الشعر الرومانسي العربي ثورة على كل أشكال المفاسد مع التعبير الصدق عن أماني وأحلام وقلق الشعوب العربية.وبمقارنة مضمون القولة وما توصلنا إليه في تحليل النص، نجد أن ما ذهب إليه عبد الحميد جيدة يخالف في بعض من المناحي ما أقره عبد المحسن طه بدر.

تعليقات